Blogs

كيف تتطور عمليات التعرّف على العميل في العام 2025

الرئيسية أخبار ومدونات كيف تتطور عمليات التعرّف على العميل في العام 2025
كيف تتطور عمليات التعرّف على العميل في العام 2025

هل ترغبون في فهم التحوّل الذي تشهده إجراءات وحلول التعرّف على العميل (KYC) في الشرق الأوسط والتأثير المتوقع لذلك على مؤسستكم؟ يُلقي هذا المقال الضوء على أهم التحوّلات التي تعيد صياغة الامتثال لإجراءات التعرّف على العميل في الشرق الأوسط وما يمكنكم القيام به اليوم لمواكبة هذه التغيرات المتسارعة والاستفادة منها.

تشهد إجراءات التعرّف على العميل والامتثال في الشرق الأوسط تطوراً غير مسبوق، وتتسابق الشركات في المنطقة لمواكبة هذا التحوّل السريع. فمع تزايد رقمنة المعاملات المالية والتجارية، أصبحت الحلول المتطورة مثل التعرّف الإلكتروني على العميل (eKYC) هي المعيار السائد. ومع تطور قدرات وإمكانات هذه الحلول، فإن كل من يتخلف عن تبنّيها يخاطر بالوقوع ضحية أساليب الاحتيال التي تزداد تعقيداً ومتطلبات الامتثال التي تزداد صرامة، إلى جانب تأثير ذلك سلباً على تجربة العملاء التي تكون أقل إرضاءاً مقارنة بالمنافسين.

التحقق البيومتري: المعيار الجديد للأمن الرقمي

يتزايد اعتماد الشركات والمؤسسات على التحقق البيومتري (استخدام بيانات شخصية ينفرد بها كل شخص مثل التعرّف على الوجه والمسح الضوئي لبصمات الأصابع والمصادقة الصوتية) في إجراءاتها الأمنية وقد أصبح هذا النوع من التحقق اليوم عنصراً أساسياً في أي منظومة للأمن الرقمي، ويعود ذلك إلى حدٍّ كبير إلى ثورة الحوسبة السحابية والحاجة إلى التحول بعيداً عن الاعتماد على البروتوكولات الأمنية التقليدية للشبكات والنقاط الطرفية.

إن الطبيعة اللامركزية للبيئة السحابية تجعل من تأمين منظومتكم الرقمية أمراً شبه مستحيل، لذلك بدلاً من ذلك ينصب التركيز اليوم على تطبيق نموذج الثقة الصفرية (ZTA) الأمني وبناء أنظمة أمان قائمة على الهويات. ونظراً للسهولة النسبية لاختراق كلمات المرور وأسماء المستخدمين، فإن المصادقة متعددة العوامل ورموز المصادقة البيومترية الجديدة تسهّل اعتماد نهجٍ قائم على نموذج الثقة الصفرية.

مزايا استخدام البيانات البيومترية

توفر البيانات البيومترية ميزتين رئيسيتين مقارنة بأنواع المصادقة الأخرى:

  1. مستوى أمان محسّن

    تُعرف البيانات البيومترية بأنها "إثبات الهوية غير القابل للتغيير". فعلى عكس كلمات المرور، لا يمكن تخمينها أو سرقتها بسهولة، وهي فريدة لكل شخص. يساعد ذلك على تحسين مستوى الأمان بشكلٍ كبير، كما يمكن تعزيزه أكثر باستخدام تقنية "كشف القياسات الحيوية للوجه" (Liveness Detection) التي تكشف بدقة عن استخدام الأقنعة وأساليب التزييف العميق (Deepfakes) والصور لمنع الانتحال.

  2. تجارب استخدام أسرع

    يعمل استخدام البيانات البيومترية على تسريع عملية تسجيل الدخول والتحقق، ويلغي حاجة المستخدمين إلى تذكر أو حفظ كلمات مرور طويلة ومعقدة. وفي حل التعرّف الإلكتروني على العميل، تتيح هذه الخاصية عملية تسجيل عملاء أسرع، حيث يمكن التحقق من الهويات بسرعة أكبر دون الحاجة إلى إجراءات يدوية بطيئة، مما يحسن في النهاية من تجربة العملاء.

تحدّيات استخدام البيانات البيومترية

هناك العديد من التحديات المرتبطة باستخدام البيانات البيومترية، ويتعلق معظمها بحفظ وأمن البيانات، ولكن يمكن للمؤسسات التغلب على هذه التحديات باستخدام بروتوكولات أمنية ذكية وتقنيات رقمية آمنة ومتقنة التصميم.

يتمثل أهم هذه المخاوف في حفظ البيانات البيومترية الذي يجعل منها هدفاً جذاباً للهجمات الخبيثة، حيث قد تؤدي الخروقات الأمنية إلى سرقة واسعة النطاق للهويات. ومما يزيد الأمر تعقيداً هو حقيقة أن البيانات البيومترية غير قابلة للتغيير. فعلى عكس كلمات المرور، لا يمكن تغيير بصمة الإصبع على سبيل المثال. وبالمثل، قد يشكّل الامتثال لقوانين حماية البيانات المحلية هو الآخر تحدياً. والحل في هذه الحالة هو التعاون مع مزود حلول تقنية على دراية بالقوانين المحلية ويقوم بدمجها في الحلول التي يقدمها.

التحوّلات التنظيمية – تغيّر مشهد الامتثال في دول مجلس التعاون الخليجي

أجرت دول مجلس التعاون الخليجي في السنوات الأخيرة إصلاحاتٍ واسعة لتعزيز حماية البيانات ومعايير التعرّف على العميل في محاولة منها لخلق بيئة استثمار أجنبي آمنة وجذابة. كانت اللوائح التنظيمية في السابق في جميع أنحاء المنطقة غير منسجمة وتختلف من دولة لأخرى، ولكن ظهر مؤخراً توجهٌ متزايد نحو توحيدها بما يتماشى مع الأطر الدولية الأخرى مثل القانون العام لحماية البيانات (GDPR). والذي يعمل على تسهيل وتقليل تكلفة تشغيل الشركات في المنطقة. كما أصبح إنفاذ القوانين أقوى، مما يشير إلى أن الامتثال سيكون موضع اهتمامٍ أكبر في المستقبل.

كما يعد التزام دول مجلس التعاون الخليجي بمعايير مجموعة العمل المالي (FATF) ومواءمة اللوائح مع توصياتها عنصراً أساسياً في هذه الجهود. وهذا ما يعني تحديث وترقية إجراءات التعرّف على العميل ومكافحة غسل الأموال لضمان توحيدها على مستوى المنطقة وعلى الصعيد الدولي.

واليوم يتزايد التوجه نحو معايير وإنفاذ أكثر صرامة لإجراءات التعرّف على العميل وعقوبات أشد على عدم الامتثال، والذي يُظهر تركيزاً أكبر على توفير بيئة مالية آمنة تشجّع الاستثمار، كما يعكس الطبيعة المتغيرة للاحتيال الرقمي والحاجة إلى استجابة متطورة للتهديدات الأمنية. لذلك فإن أي مؤسسة تسعى إلى النمو والنجاح في المنطقة، ستحتاج إلى مواكبة تحديثات اللوائح والتأكد من جعل الامتثال لمعايير التعرّف على العميل جزءاً لا يتجزأ من عملياتها والحلول التقنية التي تستخدمها.

الاستعداد للمستقبل – أولويات عمل هامة لقادة تكنولوجيا المعلومات والأعمال

لقادة تكنولوجيا المعلومات والأعمال الحريصين على الاستعداد للمستقبل، عادةً ما تشكّل معرفة الخطوة الأولى نحو تحقيق الامتثال تحدياً. لذلك نوصي بالنظر في أولويات العمل الثلاث التالية:

  1. الاستثمار في حلول التعرّف الإلكتروني على العميل المدعومة بالتكنولوجيا والتي تتضمن التحقق البيومتري

    من الخطوات الهامة التي يمكن لقادة الأعمال اتخاذها هي الاستثمار في الحلول التي تستخدم أحدث التقنيات لتحسين الكشف عن الاحتيال وحماية الخدمات. وفي هذا الخصوص، تعد تقنيات التعرّف الإلكتروني على العميل (eKYC) مثل حل المصادقة والتحقق الرقمي من الهوية من مركز الوثائق الإلكتروني مثالاً جيداً على ذلك لأنها تمكّن المؤسسات من تحسين مستوى الأمان وتقديم تجربة عملاء أفضل في نفس الوقت.

  2. تعزيز أطر الامتثال الداخلية لتتماشى مع القوانين الجديدة.

    داخلياً، يجب أن تعكس أطر وعمليات الامتثال في مؤسستكم التوقعات التي تفرضها عليكم المتطلبات المحلية والدولية. ويتضمن ذلك غالباً إجراء عمليات تدقيق امتثال شاملة ومنتظمة وتحديث الأطر لتعكس التغييرات التنظيمية في جميع المجالات ذات الصلة.

  3. تثقيف الفرق والعملاء حول التحقق الرقمي الآمن من الهوية.

    يحتاج قادة الأعمال أيضاً إلى تثقيف فرقهم وعملائهم حول أهمية ومزايا التحقق الرقمي من الهوية. خاصةً وأن تبنّي التقنيات الجديدة غالباً ما يعتمد على فهم العملاء لأهميتها وقدرة الموظفين على إيصال فوائدها. كما أن تثقيف الأفراد والفرق حول ما يشكّل ممارساتٍ أمنية جيدة وكيفية التعرّف على التهديدات الأمنية وتجنبها يساعد مؤسستكم على إدارة المخاطر.

مستقبل التعرّف على العميل في الشرق الأوسط

مع النمو المتسارع الذي يشهده اقتصاد الشرق الأوسط وسعي دول مجلس التعاون الخليجي إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، من المتوقع أن تزداد أهمية الامتثال لإجراءات التعرّف على العميل، ومعه يزداد تبنّي تقنيات التعرّف الإلكتروني على العميل. حيث توفر هذه الحلول للشركات ميزة تنافسية من خلال تقليل المخاطر وتحسين كفاءة العمليات وتقديم تجربة عملاء أفضل. ومع فرض اللوائح الجديدة لمعايير أكثر صرامة، بدأت هذه الحلول تصبح أدواتٍ لا غنىً عنها في القطاع المالي. والشركات التي تفشل في التصرف الآن والتكيف مع البيئة التنظيمية المتغيرة ستخسر المنافسة سريعاً أمام الشركات التي تسارع إلى تبنّي هذا التحوّل.

تعرفوا أكثر على حل المصادقة والتحقق الرقمي من الهوية (eKYC) من مركز الوثائق الإلكتروني وكيف يمكنه مساعدتكم في الاستعداد لمستقبل الامتثال والتعرّف على العميل (KYC) في الشرق الأوسط.